الخميس، 18 يناير 2024

 

العمالة الوافدة تغزو الأحياء السكنية

 

   كم يتألم المرء وهو يشاهد أرتالا من العمالة الوافدة الآسيوية تغزو أحيائنا السكنية وحاراتنا القديمة بأبراجها وحصونها ومعالمها تلك المعالم التي كانت ولازالت شاهدا للتاريخ وحقبا منه لا تنسى تدنس اليوم بأدخنة السجائر ونيران التنور وبراميل القمامة وتزاحم القطط .. بيوتا أصلا غير مهيأة لأن تسكن لأن عمرها الافتراضي انتهى لا دورات للمياه ولا عقود إيجار أسطحها أصبحت ملأى بما تجمعه هذه العمالة من مخلفات الخردة لبيعها وأفلاج لوثتها بزيوت جوز الهند وما شابهها واتخذت مياهها مصدرا لمساكنها وطرقات قذرة وأدوات البناء ومعداتها هنا وهناك وأسرة مرصوصة في الطرقات وعمالة شبه عراه في سواقي الأفلاج وملابس تخدش الحياء وبصاق يملأ المكان.

  من المسؤول عن هذه الظواهر المتكررة في ولاياتنا وقراها حارات بأكملها أصبحت فيها العمالة الوافدة السائبة تنخرها وزارة القوى العاملة تقول بأنها غير مسؤولة عن هذه التصرفات لأن دورها كما أكده مسؤول من زواية أنها تنظر للعامل بأنه يعمل حسب المهنة التي جاء من أجلها ليرمي مسؤول آخر الكرة في ملعب البلدية وهي الأخرى تقذف بالكرة لملعب آخر لتتخلى أيضا عن مسؤليتها وغيرها من الجهات الأخرى وصاحب المسكن (المؤجر) يقول خلي العامل يترزق حتى لا يخسر هذا المؤجر ثمن إيجار منزله كل شهر. إلى متى سيظل هذا الحال في هذه الأحياء انه منظر مؤلم عندما يشاهد السائح بأن هذه الحارات بعبقها أصبحت مأوى لهذه العمالة تعبث في هذه الحارات.

  من المسؤول عندما تقطن هذه العمالة الحارات السكنية وبيوتها بدون عقود إيجار ؟ ! من المسؤول عن تفتيش هذه المساكن ما تحويه بداخلها من عمالة؟! من المسؤول عندما ينهار سقف أحد هذه المساكن ويطمر تحته عشرات الأرواح ؟!عندها سيتحركون وستصدر قوانين جديدة.

  العامل الوافد اليوم في حاراتنا السكنية يستأجر منزلا خاويا تنعدم فيه أبسط الخدمات بمبلغ زهيد ليقبض من وراء عشرات من العمالة فيه مبالغ خيالية ربما يعادل شقة راقية لأنه يقبض من وراء كل فرد من ساكني هذه المسكن مبلغا يصل إلى العشرة ريالات ويسكن البيت عشرون عاملا وربما أكثر ويتسكع في الطرقات لأن مصدر دخله قد وجده ولا داعي لأن يعمل.. وهكذا هي المشاهد التي تقترفها بعض هذه العمالة الوافدة كمشهد حي من عشرات المشاهد والصور كثيرة والمشاهدة كالنجوم في كبد السماء في ليلة حالكة السواد كحلوك جدران بيوت حاراتنا من أدخنة خبز التنور.       

 

  علي بن خلفان الحبسي

 

فخفخة المكاتب !!

 

  مسكين ذلك الموظف بجانبه أكوام وأكوام من الورق والمعاملات ودباسة بالية وخرامة ورق يتداولها أكثر من عشرة موظفين في المكتب والآخرون كتبوا عليها أسماؤهم بحبر المزيل لأن لا تذهب هنا وهناك يثبت بها ملكية مكتبه لها وآخرون يربطون الدباسة لأن لا تذهب أيضا أدراج الرياح وأدراج ربما ليس لها مفاتيح والأخرى لا يوجد بها حتى أقفال وكرسي عفا عليه الزمن وأكل وشرب منه .. وهكذا المشاهد تتوالي .. هذا الموظف المنتج الذي يعتبر هو أساس وعجلة البناء في هذه المؤسسة وعليه أوكل الأمر في أن ينهي معاملاته في الوقت الذي يراه مسؤوله المباشر إن ينهيها وربما يطلب منه إنجاز معاملة فوق طاقته قبل أن ينهي ما عليه لأن (فلانا) من المراجعين بمكتبه أو أنه اتصل به مسبقا بأن تنجز له المعاملة في أقرب فرصة أو أن اتصالا من (فلان) يقضي بأن يتوجب إنهاء معاملة (فلان) في أسرع وقت ممكن والله يكون في عون الموظف على ما ابتلاه من مسؤول من هذا النوع.

  بينما هناك في الطرف الآخر موظفا ربما لا تقل مسؤولية وأعماله أكثر من صاحبنا ذو المكتب أبو درجين ذلك الموظف الكبير فخفخة مكتبه وكرسيه تدلان على هيبة ووقار وشاشات الحاسوب تملأ المكان والهواتف هي الأخرى تقول كلمتها والدباسة والخرامة تبدو بأنها بحالة جديدة وألوانها مميزة لأنها ربما لا تستخدم إلا في الشهر مرة أو مرات وطقم الجلوس وروعة المكان كلها تقول كلمتها ... إن الأداء والوظيفة وإدارة المؤسسات والمسؤولية ليست بحجم المكاتب وكراسيها الدوارة ومساحتها الشاسعة إنما بالأداء وتحمل الأمانة فالوظيفة قبل إن تكون سُلطة هي مسؤولية في المقام الأول يجب أن يصاحبها أنتاج وثقافة بأهمية الوظيفة وأن تقيس هذه المؤسسة حجم عطائها وإخلاصها وأن يجب أن يكون أثقل من حجم مكاتبها المفخخة إذن يجب أن تكون هناك إدارة حكيمة لهذه المؤسسة وأن يكون مبدأ السواسية والمنهجية وتبسيط الإجراءات منهجها وأن تبحث دوما عن العوائق التي تعترضها وتسهل كل ما من شأنه من تلبية الطموحات والعمل على إيجاد الحلول لها لا أن تبقي هذه المؤسسة على الطريق واقفة والعالم يصارع أمواج التقدم المنشود لرقي أي حضارة.

 

علي بن خلفان الحبسي

 

 

أين هي السياحة الداخلية ؟!

 

   خلال هذه الفترة من صيف كل عام مئات من الأسر حائرة أين وكيف ستقضي صيفها بعد عام دراسي متواصل ؟ خاصة هذا العام المميز بطول عامه الدراسي وتوقفه بين الحين والآخر أولا بسبب مرض انفلونزا الخنازير ثم بسبب الأنواء المناخية وغيرها ناهيك عن الموظف الذي عمل طوال العام ينظر هذه الإجازة بفارغ الصبر.

  بعض الأسر بفعل ظروفها وإمكانياتها بالطبع غير قادرة على تلبية متطلبات أسرها من حيث الاستمتاع بالإجازة خارج بلادها فيما يسمى بالسياحة والبعض الآخر تحكمه الأمكنة والصيف الحار هذا العام... لذا فليس من الغرابة أن يسكت البعض أطفاله بدراجة هوائية أو لعبة البلاي ستيشن كي تلهيه عن طلباته للسفر أو حتى السياحة داخليا.. ولا غرابة في الأمر أن نشاهد في طرقاتنا عشرات الدراجات تجوب القرية بطولها وعرضها في مشهد يومي مألوف ولا غرابة أن تسمع الخطر من هنا وهناك بسبب هذه الدراجات... البعض الآخر من الأسر الحق أبنائه بمدارس صيفية للقرآن الكريم وآخرون بمعاهد صيفية أيضا لكي يقضي على جانب من الفراغ الذي سيعانيه من طول إجازة هذا العام حيث بدء العام الدراسي للطلبة عقب عيد الفطر المبارك.

  بكل تأكيد فالقاطنون في المدينة ربما الأطفال أرحم من هم في القرى أو الولايات حيث لا معاهد ولا حدائق وحتى المدارس الصيفية للقرآن الكريم في حالة يرثى لها من ضعف الإمكانيات ... إذن أين السياحة الداخلية التي ننشدها في ظل هذه الظروف وهذه الإمكانيات السياحية المتواضعة بل وحتى أنها شبه معدومة في ولاياتنا وقرانا تفتقد إلى أبسطها وهي حديقة بالإمكان أن يتنفس من خلالها أبنائنا الصعداء من طول العام الدراسي وتتنفس من خلالها الأسرة الحبيسة بين الجدران الله لا حول لها ولا قوة إلا متابعة القنوات الفضائية فهي الملاذ والملجأ لقتل الفراغ... متى سنشهد مرافق سياحية أو حتى ترفيهية أو مراكز صيفية ولو مؤقتة تلبي حاجات ورغبات الأسرة في الولايات.. كما أن الأندية إن وجدت فأنها هي الأخرى ليس دور يذكر سوى مباريات الدوري وهي الأخرى تتغني بأنه لا إمكانيات.. والله المستعان.

 

علي بن خلفان الحبسي

 

 

وفي البيوت تدار مصانع !!

 

   مع إيماننا العميق وسعادتنا جميعا وفرحة أولائك الباحثين عن عمل من الشباب والفتيات بتعمين الكثير من المهن والحرف والتحاقا أفواجا لا بأس بها من هؤلاء الباحثين عن عمل بمختلف المؤسسات أو القيام بإدارة أعمال فردية استجابة للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم أعزه الله الذي يؤكد دوما وفي مختلف المحافل بأهمية التعمين وان يلتحق الشباب بالفرص الوظيفية المتاحة والمهن وغيرها من المجالات التي تلبي وتحقق طموحات سوق العمل العماني كل ذلك كانت له ثماره اليانعة تترجمه وزارة القوى العاملة وغيرها من القطاعات المتعاونة لترجمة كل هذه المضامين.

  بالفعل وزارة القوى العاملة عملت وترجمت وحققت الأهداف ونأمل منها تحقيق المزيد من الخطط الكفيلة بإلحاق الشباب وإيجاد فرص مناسبة لهم تبدأ من الوظيفية أو المهنة وصولا بالدخل المناسب الذي يلبي طموحات الشباب أو الفتاة في ظل عصر الكل فيه بحاجة إلى المادة بسبب ما يعانيه العالم من أوضاع اقتصادية متقلبة في الأسعار والمعيشة وغيرها.

  بالفعل تم تعمين الكثير من المهن ولكن أصحاب هذه المهن لا زالوا داخل البلاد يمارسون أنشطتهم ربما في الخفاء وربما ظاهرة وكم هناك من بيوت تديرها عمالة وافدة تمارس الخياطة والتطريز في ولايات كان نصيبها من التعمين وكم من مساكن تدار فيها مصانع للذهب والفضة وكم من مساكن أخرى تأوي عمالة سائبة لا عمل بها وربما لا تعلم بكفيلها هو الشرق والآخر في الغرب وبعضها تسرح وتمرح في بيع بطاقات الهاتف وغيرها من الحيل التي تمارسها هذه العمالة لماذا لا تكون هناك تعاون بين مختلف القطاعات في كبح جماح مثل هذه التصرفات العمالية التي سخر لها البعض من الكفلاء الطريق ممهدا للقيام بهذه الأعمال ولا غرو في القول بأن الولايات التي تم تعمين مهنة الخياطة ودربت لها الفتيات وبعض الشباب نجد البعض منهم على تعاون وثيق مع هذه العمالة للقيام بإنجاز أعمالهم في منازلهم التي تحوى عشرات مكائن الخياطة والأدوات لممارسة المهنة بعيدا عن العيون ولكنا ليست ببعيدة عن واقع المجتمع العماني فهي تدرك ذلك كله وأكبر دليل على ذلك هو وجود هذه العمالة بالرغم من أن مهنها قد عمنت وللأسف فالبعض من أبناء هذا الوطن على تعاون وثيق معها والآخرون ضدها والشارع الآخر أصبحت هذه العمالة منافسة له ولمهنته والسؤال ماهو الهدف من وجودها إذا كانت مهنها يشغلها الشباب والفتيات.. ولماذا أرقام مركبات هذه العمالة صفراء تقف في بعض الأحيان أمام المحلات التجارية تسوق السلع تمارس التجارة من خلالها أليس من الأولى أن تكون هذه الأرقام حمراء؟!!.

 

علي بن خلفان الحبسي

 

تجاوزات تجارية بالجملة

 

التجارة تلك المهنة التي بدأت ونشأت منذ القدم بمختلف أنواعها تعتبر واحدة من أهم المهن والتي تحتل مرتبة متقدمة من بين جملة المهن التي تديرها الأيدي العاملة على مستوى العالم .. هناك أيد بالفعل اتخذت من التجارة مهنة لها فهي مهنة مربحة وتحتاج لإدارة متكاملة وإدارة فاعلة لكي يحقق التاجر فيها أهدافه ومبتغاه وفي الكفة الأخرى من الميزان هناك فئة أخرى من التجار للأسف اتخذت من التجارة ألعوبة واستخفاف بالمستهلكين وكأنها تحقق أهداف الحكمة القائلة بأن التجارة شطارة نعم إنها شطارة في الإدارة وتحقيق المكاسب بطرق صحيحة بعيدة كل البعد عن بخس الميزان وغيرها من الأساليب الملتوية وخلال الأخيرة نشاهد الكثير من التجاوزات التي يعمد بض التجار إلى افتعالها بهدف الربح السريع خاصة من قبل العمالة الوافدة الذين قلب بعضهم بموازين التجارة والتعامل مع المستهلك رأسا على عقب يأتي الغش في مقدمة ما يعاني منه المستهلك من هؤلاء التجار فتجد في الأسواق العامة عشرات المشاهد للعيون وتكتشف عدة تلاعبات يقوم بها هؤلاء التجار ولكنهم لا يلبثون إلا وسينقرضون من هذه الأسواق لأن بعض المستهلكين أكثر فطنة وخبرة منهم ولو أن أساليب الغش تتجدد كل يوم وتتخذ صورا وأشكالا مختلفة برع بعض التجار في ابتكارها.

  تجد بعض صناديق البرتقال ما أجملها في مقدمة العبوة وما أحلاها مذاقا حتى تصل للمنتصف وتجد برتقالا بطعم الليمون ثم تأتيك جملة من الأوراق تحتل في بعض الأحيان ربع العبوة .. أما الفندال فترى الحبة في مقدمة الجونية بحجم لا يحسد عليه صاحب المزرعة وفي المنتصف ستجد العروق مختلفة الأشكال ...       بعض التجار يعرض لك عينة من سلعة غاية في المذاق والنوع لتتفاجأ بأن السلعة التي ستشتريها تختلف تماما عن العينة التي تجرب للزبائن .. بعض العبوات زينت بدعاية زيادة مجانية بينما في الأصل الزيادة المجانية في حجم العبوة التي سترميها بعد انتهائك لا في المادة التي بداخلها ... بعض باعة البطيخ (الجح) يعرض لك في مقدمة تجارته نصف بطيخة (جحة) شكلها  يسيل منها اللعاب بينما بقية البطيخ أو الجح المعروض العكس تماما .. وهكذا تتوالى عشرات المشاهد اليومية من الغش التجاري سواء الفردي أو حتى على مستوى شركات كبار والمستهلك الضحية ... ولكن يبقى على جهات الاختصاص في حماية المستهلك أن يكون لها من الفطنة ما يكون لكبح مثل هذه التجاوزات كما يجب أن يكون المستهلك أكثر يقينا حتى لا يقع في الفخ الذي وقعت فيه أكثر من مرة.

 

علي بن خلفان الحبسي        

 

برنامج إذاعي أم شات ؟!

 

    خلال سماعي لأحد البرامج الإذاعية الصباحية يتكرر على مسمعى مشهد أصوات ربما تكرر يوميا وعلى أوقات مختلفة في بعض الأحيان على مدى الـ 24 ساعة من البث الإذاعي ضمن من إذاعتنا التي ترهف أسماعنا في بعض الأحيان بالشيء المفيد وفي بعض الأحيان بمواد إذاعية أكل منها الدهر وشرب ورغم تطور وتقدم التقنية الذي صاحبها إلا بعض هذه البرامج لم يتطور معها سوى اليسير من البرامج.. عموما الشكر للقائمين عليها ونتمنى منهم المزيد في ظل تنامي القنوات الإذاعية.

  البرنامج الإذاعي الذي اسمعه ويسمعه بعض المستمعين بصفة متكررة تتكرر فيه نفس الأسماء اليومية ربما سيقول البعض من أجبركم لسماع هذا البرنامج ؟  المهم البرنامج يطرح حكمة يومية يؤمن بها هذا المتصل وهذا لا غبار عليه فالحكمة ضالة المؤمن...  بعدها يبدأ المتصل وهو أهم هدف له من وراء الاتصال هو تقديم تحية للعم فلان والخال فلان والمتصلة فلأنة وصديقة البرنامج الفلانية وفلانة ما سمعنا صوتها وعسى ما شر لفلان ينقصنا صوته .. ثم اسلم على فلان وتمتد القائمة لتصل العشرة بل وأكثر ثم يأتي المتصل الثاني ويعيد نفس المشهد ويحي من حياه من المتصلين في البرنامج وهكذا نفس الوجوه والأصوات تتكرر... ما هو ذنب المستمعين اليست هناك مواضيع وقضايا علمية أو ثقافية أو تربوية هادفة يمكن طرحها من خلال هذه البرامج في مثل هذه الإذاعات التي يمكن أن تفيد البشرية بدلا من هذه المواضيع التي أصبحت مملة ولا تخدم ولا يستفاد من ورائها.

  على مثل هذه الوسائل الإعلامية أن تعي حجم الرسالة الإعلامية المناط بها وإيصالها إلى المجتمع وتسخير كافة الإمكانيات من أجل الرقي بمثل هذه البرامج بدلا من مثل هذه المواضيع التي لا تسمن ولا تغني من جوع وللأسف فقد أضحت مثل هذه البرامج أصبحت تنافس برامج الشات عبر الإنترنت يؤمها مجموعة من المتصلين يتحاورون في معظم الأحيان حول قضايا أو مواضيع ربما غير هادفة وأحيانا ربما تكون ذات أهداف وفوائد متمنين أن لا تتحول برامجنا الإذاعية من حوارات ولقاءات ومناقشات إلى برامج تنافس مواقع الدردشة أو الشات كما يطلقون عليها بل جيب عليها أن ترقى لمستوى المستمعين لها وحتى يكون لها متابعين يجب أن تكون هكذا بل أن تكون اللسان الثالث للمستمع.... صاحب المعنى يستعنى.

 

علي بن خلفان الحبسي    

 

البنوك واقتصاد الولايات

 

   على مدى السنوات الماضية أسهمت البنوك التجارية المنتشرة في مختلف الولايات في السلطنة في الإسراع من عمليات التنمية الاقتصادية حيث تلعب البنوك التجارية دورا رائدا ومعززا في دعم الكثير من المشاريع التجارية والصناعية والاستثمارية للمواطنين وغيرهم من المستثمرين حيث فتحت هذه البنوك الأبواب على مصراعيها لتقديم مختلف التسهيلات من قروض ميسرة وغيرها ناهيك على السرعة الفائقة التي تقدمها هذه البنوك لزبائنها في عملية الإقراض لتمويل ودعم هذه المشاريع مما فتح الفرصة للكثير من الشباب والمؤسسات نحو الاتجاه لمشاريع استثمارية ساهمت في تنمية الاقتصاد بهذه الولايات وفتحت الفرص للكثير من الشباب للعمل وبالتالي التقليل من أعداد الشباب الباحثين عن عمل.

  وعلى هذه البنوك أن تقدم في المستقبل المزيد من هذه التسهيلات والتعاون مع الحكومة في سبيل التوجه لدعم المزيد من المشاريع الاستثمارية وأن تشجع على إقامة المشاريع من خلال تقديم مختلف التسهيلات لها وبالتالي إنعاش الاقتصاد الوطني خاص في الولايات التي يجب أن يتوجه إليها المستثمرين بدلا من التركيز على المدن حيث أسهمت الحكومة في توفير العديد من المزايا التي تشجع على الاستثمار في الولايات من خدمات كالمياه والطرق والاتصالات والمناطق الصناعية وغيرها من تلك التي تعتبر عصب مهم في سبيل التوجه نحو الاستثمار في مختلف القطاعات.

  والى جانب ذلك فان البنوك وتواجدها والخدمات التي تقدمها أيضا من خلال الإقراض لمثل هذه المشاريع سوف يسهم على المدى البعيد إلى إيجاد مشاريع استثمارية أخرى إلى جانب المشاريع القائمة من مصانع وغيرها من المؤسسات التي أصبحت تقدم الكثير من المنتجات كانت في وقت سابق يتم استيرادها من خارج السلطنة وأصبحت هذه المنتجات متوفرة وتغطي السوق المحلي وساهمت في تخفيف العبء على المستهلكين لها كما يجب على المستثمرين البحث عن مشاريع أخرى جديدة تضاف إلى جملة المشاريع الرائدة في السلطنة وان تكون ذات جدوى اقتصادية مدروسة قبل الخوض فيها.

  ولعل مشاريع سند التي تعتبر من المشاريع الرائدة في الولايات إحدى النماذج الناجحة في الولايات والتي ترعاها وزارة القوى العاملة والتي حققت فيها الوزارة نقلة هامة فتحت الفرصة من خلالها للكثير من أبناء هذا الوطن الذي يستظلون اليوم بهذه الظلال التي هيأتها لهم السلطنة والأعداد المتزايدة والمتنامية في هذه المشاريع اكبر دليل على نجاحها فالبنوك وغيرها من الجهات الممولة مطالبة اليوم لأن عزز من هذا الدعم ولأن تكون يدا واحدة مع الحكومة في هذه التنمية.. والى لقاء متجدد.

 

علي بن خلفان الحبسي

   

منوعات

  العمالة الوافدة تغزو الأحياء السكنية      كم يتألم المرء وهو يشاهد أرتالا من العمالة الوافدة الآسيوية تغزو أحيائنا السكنية وحاراتنا ال...