أين هي السياحة الداخلية ؟!
خلال هذه
الفترة من صيف كل عام مئات من الأسر حائرة أين وكيف ستقضي صيفها بعد عام دراسي
متواصل ؟ خاصة هذا العام المميز بطول عامه الدراسي وتوقفه بين الحين والآخر أولا
بسبب مرض انفلونزا الخنازير ثم بسبب الأنواء المناخية وغيرها ناهيك عن الموظف الذي
عمل طوال العام ينظر هذه الإجازة بفارغ الصبر.
بعض الأسر بفعل
ظروفها وإمكانياتها بالطبع غير قادرة على تلبية متطلبات أسرها من حيث الاستمتاع
بالإجازة خارج بلادها فيما يسمى بالسياحة والبعض الآخر تحكمه الأمكنة والصيف الحار
هذا العام... لذا فليس من الغرابة أن يسكت البعض أطفاله بدراجة هوائية أو لعبة
البلاي ستيشن كي تلهيه عن طلباته للسفر أو حتى السياحة داخليا.. ولا غرابة في
الأمر أن نشاهد في طرقاتنا عشرات الدراجات تجوب القرية بطولها وعرضها في مشهد يومي
مألوف ولا غرابة أن تسمع الخطر من هنا وهناك بسبب هذه الدراجات... البعض الآخر من
الأسر الحق أبنائه بمدارس صيفية للقرآن الكريم وآخرون بمعاهد صيفية أيضا لكي يقضي
على جانب من الفراغ الذي سيعانيه من طول إجازة هذا العام حيث بدء العام الدراسي
للطلبة عقب عيد الفطر المبارك.
بكل تأكيد
فالقاطنون في المدينة ربما الأطفال أرحم من هم في القرى أو الولايات حيث لا معاهد
ولا حدائق وحتى المدارس الصيفية للقرآن الكريم في حالة يرثى لها من ضعف الإمكانيات
... إذن أين السياحة الداخلية التي ننشدها في ظل هذه الظروف وهذه الإمكانيات
السياحية المتواضعة بل وحتى أنها شبه معدومة في ولاياتنا وقرانا تفتقد إلى أبسطها
وهي حديقة بالإمكان أن يتنفس من خلالها أبنائنا الصعداء من طول العام الدراسي
وتتنفس من خلالها الأسرة الحبيسة بين الجدران الله لا حول لها ولا قوة إلا متابعة
القنوات الفضائية فهي الملاذ والملجأ لقتل الفراغ... متى سنشهد مرافق سياحية أو
حتى ترفيهية أو مراكز صيفية ولو مؤقتة تلبي حاجات ورغبات الأسرة في الولايات.. كما
أن الأندية إن وجدت فأنها هي الأخرى ليس دور يذكر سوى مباريات الدوري وهي الأخرى
تتغني بأنه لا إمكانيات.. والله المستعان.
علي بن خلفان الحبسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق