فخفخة المكاتب !!
مسكين ذلك
الموظف بجانبه أكوام وأكوام من الورق والمعاملات ودباسة بالية وخرامة ورق يتداولها
أكثر من عشرة موظفين في المكتب والآخرون كتبوا عليها أسماؤهم بحبر المزيل لأن لا
تذهب هنا وهناك يثبت بها ملكية مكتبه لها وآخرون يربطون الدباسة لأن لا تذهب أيضا
أدراج الرياح وأدراج ربما ليس لها مفاتيح والأخرى لا يوجد بها حتى أقفال وكرسي عفا
عليه الزمن وأكل وشرب منه .. وهكذا المشاهد تتوالي .. هذا الموظف المنتج الذي
يعتبر هو أساس وعجلة البناء في هذه المؤسسة وعليه أوكل الأمر في أن ينهي معاملاته
في الوقت الذي يراه مسؤوله المباشر إن ينهيها وربما يطلب منه إنجاز معاملة فوق
طاقته قبل أن ينهي ما عليه لأن (فلانا) من المراجعين بمكتبه أو أنه اتصل به مسبقا
بأن تنجز له المعاملة في أقرب فرصة أو أن اتصالا من (فلان) يقضي بأن يتوجب إنهاء
معاملة (فلان) في أسرع وقت ممكن والله يكون في عون الموظف على ما ابتلاه من مسؤول
من هذا النوع.
بينما هناك في
الطرف الآخر موظفا ربما لا تقل مسؤولية وأعماله أكثر من صاحبنا ذو المكتب أبو
درجين ذلك الموظف الكبير فخفخة مكتبه وكرسيه تدلان على هيبة ووقار وشاشات الحاسوب
تملأ المكان والهواتف هي الأخرى تقول كلمتها والدباسة والخرامة تبدو بأنها بحالة
جديدة وألوانها مميزة لأنها ربما لا تستخدم إلا في الشهر مرة أو مرات وطقم الجلوس
وروعة المكان كلها تقول كلمتها ... إن الأداء والوظيفة وإدارة المؤسسات والمسؤولية
ليست بحجم المكاتب وكراسيها الدوارة ومساحتها الشاسعة إنما بالأداء وتحمل الأمانة
فالوظيفة قبل إن تكون سُلطة هي مسؤولية في المقام الأول يجب أن يصاحبها أنتاج
وثقافة بأهمية الوظيفة وأن تقيس هذه المؤسسة حجم عطائها وإخلاصها وأن يجب أن يكون
أثقل من حجم مكاتبها المفخخة إذن يجب أن تكون هناك إدارة حكيمة لهذه المؤسسة وأن
يكون مبدأ السواسية والمنهجية وتبسيط الإجراءات منهجها وأن تبحث دوما عن العوائق
التي تعترضها وتسهل كل ما من شأنه من تلبية الطموحات والعمل على إيجاد الحلول لها
لا أن تبقي هذه المؤسسة على الطريق واقفة والعالم يصارع أمواج التقدم المنشود لرقي
أي حضارة.
علي بن خلفان الحبسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق