تجاوزات تجارية بالجملة
التجارة تلك المهنة التي بدأت ونشأت منذ القدم بمختلف
أنواعها تعتبر واحدة من أهم المهن والتي تحتل مرتبة متقدمة من بين جملة المهن التي
تديرها الأيدي العاملة على مستوى العالم .. هناك أيد بالفعل اتخذت من التجارة مهنة
لها فهي مهنة مربحة وتحتاج لإدارة متكاملة وإدارة فاعلة لكي يحقق التاجر فيها
أهدافه ومبتغاه وفي الكفة الأخرى من الميزان هناك فئة أخرى من التجار للأسف اتخذت
من التجارة ألعوبة واستخفاف بالمستهلكين وكأنها تحقق أهداف الحكمة القائلة بأن
التجارة شطارة نعم إنها شطارة في الإدارة وتحقيق المكاسب بطرق صحيحة بعيدة كل
البعد عن بخس الميزان وغيرها من الأساليب الملتوية وخلال الأخيرة نشاهد الكثير من
التجاوزات التي يعمد بض التجار إلى افتعالها بهدف الربح السريع خاصة من قبل
العمالة الوافدة الذين قلب بعضهم بموازين التجارة والتعامل مع المستهلك رأسا على
عقب يأتي الغش في مقدمة ما يعاني منه المستهلك من هؤلاء التجار فتجد في الأسواق
العامة عشرات المشاهد للعيون وتكتشف عدة تلاعبات يقوم بها هؤلاء التجار ولكنهم لا
يلبثون إلا وسينقرضون من هذه الأسواق لأن بعض المستهلكين أكثر فطنة وخبرة منهم ولو
أن أساليب الغش تتجدد كل يوم وتتخذ صورا وأشكالا مختلفة برع بعض التجار في
ابتكارها.
تجد بعض صناديق
البرتقال ما أجملها في مقدمة العبوة وما أحلاها مذاقا حتى تصل للمنتصف وتجد
برتقالا بطعم الليمون ثم تأتيك جملة من الأوراق تحتل في بعض الأحيان ربع العبوة ..
أما الفندال فترى الحبة في مقدمة الجونية بحجم لا يحسد عليه صاحب المزرعة وفي
المنتصف ستجد العروق مختلفة الأشكال ... بعض التجار يعرض لك عينة من سلعة غاية في
المذاق والنوع لتتفاجأ بأن السلعة التي ستشتريها تختلف تماما عن العينة التي تجرب
للزبائن .. بعض العبوات زينت بدعاية زيادة مجانية بينما في الأصل الزيادة المجانية
في حجم العبوة التي سترميها بعد انتهائك لا في المادة التي بداخلها ... بعض باعة
البطيخ (الجح) يعرض لك في مقدمة تجارته نصف بطيخة (جحة) شكلها يسيل منها اللعاب بينما بقية البطيخ أو الجح المعروض
العكس تماما .. وهكذا تتوالى عشرات المشاهد اليومية من الغش التجاري سواء الفردي
أو حتى على مستوى شركات كبار والمستهلك الضحية ... ولكن يبقى على جهات الاختصاص في
حماية المستهلك أن يكون لها من الفطنة ما يكون لكبح مثل هذه التجاوزات كما يجب أن
يكون المستهلك أكثر يقينا حتى لا يقع في الفخ الذي وقعت فيه أكثر من مرة.
علي بن خلفان الحبسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق