الخميس، 29 نوفمبر 2018

حصوننا المغلقة



على مدى السنوات الماضية من عصر النهضة المباركة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه وأمده بالصحة العافية ظلت ولا زالت الجهود التي تبذلها وزارة التراث والثقافة محط تقدير لما تقوم به من مساع وخطط نحو ترميم وصيانة العديد من القلاع والحصون والأبراج والحارات القديمة وغيرها من الموقع الأثرية وأعاد هذا الترميم الهيبة والشموخ من جديد لهذه المواقع وأنفقت الحكومة مبالغ كبيرة وسخرت الخبرات والأيدي العاملة الماهرة المختصة في مجال الترميم من داخل السلطنة وخارجها أجل ذلك صونا للتراث والحفاظ عليه لكي يبقى لتتناقله الأجيال ويتحدث عن هذا التاريخ العريق لهذا الوطن من القاصي والداني.
  بعضا من هذه المواقع للأسف موصدة الأبواب في وجه السياح وإغلاقها أكثر من أيام افتتاحها ولا توجد هناك رؤية واضحة لهذا الموضوع هل هذا من وزارة التراث والثقافة ؟ أم مسؤولية ذلك على وزارة السياحة ؟ وكما نعلم جميعا بأن هناك العديد من دول العالم استفادت كثيرا في اقتصادياتها اعتمادا على السياحة من مثل هذه المواقع وأمثالها وأصبحت بذلك تدر عليها مبالغ طائلة وتجد اليوم طوابير من السياح في تلك الدول يتزاحمون في الدخول لهذه المواقع للتعرف عليها.
  إذن إغلاق هذه المواقع وعدم الترويج والتعريف بها يعد هدرا لهذه الثروة الاقتصادية الهامة ويجب على المعنيين بأمور هذه المواقع وضع برامج اللازمة لزيارة هذه المواقع والترويج لها من خلال مختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بالصوت والصورة وإيجاد مرشدين بها من ذوي الخبرة التعريف بها أمام السياح سواء كانوا من داخل الوطن وخارجه وتقديم صورة واضحة عن هذه المواقع وأن لا تكون وظيفة المرشد السياحي مجرد وظيفة فقط بل يحب أن تتعدى اكبر من ذلك وأن يكون ملما بكافة الجوانب التاريخية للموقع الذي يتواجد فيه.
كما يجب في الوقت نفسه إشراك طلبة الجامعات والكليات والمعاهد والمؤسسات السياحية في زيارة هذه المواقع وإقامة برامج ثقافية بها تعنى بالتاريخ العماني خاصة هذه المواقع وكذلك إيجاد الخرائط واللافتات والكتيبات التي تعرّف وتدل على هذه المواقع لكل يصلها السائح بكل يسر وسهولة آملين أن تكون هذه المواقع رافدا اقتصاديا هاما ينعش اقتصاد هذا الوطن إلى جانب باقي مصادر اقتصادياته.

علي بن خلفان الحبسي


مظاهر الأعياد تتراجع !!



كل عام ينتظرون العيد بفارغ الصبر ويحسبون إن العيد أتي قبل أن يأتي يجوبون محلات الخياطة يستجدون هذه المحلات لكي "تفصّل" ملابسهم حيث تبدأ محلات الخياطة قبل العيد بشهرين أعمالها ويرددون عبارة بأننا مزحومون وعليك أن تبحث عن محل آخر فتنتعش المحلات وترتفع الأسعار إلى الأضعاف والعاملون فيها هم أصحاب الكلمة أولا وأخيرا وبقية شهور السنة هم من يستجدي الزبائن اشتري دشداشة وأخرى مجانا وفي الأصل بأن الدشداشة قيمتها أضعاف الدشداشة العادية أو حتى أيام العيد.
   الهبطات من جانبها بدأت تضمخل ومل الناس من غبار ومعاناة أنت في وادي ومركبتك في واد آخر والمراكز التجارية من حيث الزحمة حدث ولا حرج ولا أحد عند المحاسبين لأنها أصبحت مكانا للسياحة والهروب من أجواء الصيف الحارة.
   ورق الموز في كل مكان للشواء ومركبات الأغنام والأبقار والجمال تجوب الطرقات وبين الأحياء وما فيها من حيوانات لأشهر تقتات على فتات من "البرايد" وربما صاحبها يبل ريقها بجرعة ماء حتى لا تموت عطشا هذه هي الأضحية وفي الهبطات رأس الغنم يباع بمبالغ خيالية ويصبح وزن لحم الكيلو منها ذهبا.
   خصف الشواء يباع وكذلك الجونية والمشاكيك والبهارات جاهزة وقل من يخلطها في بيته والأضحية يذبحها الوافد في المسلخ وتصل البيت جاهزة وربما ستجد من يطبخها أو أنها ستحول لمحل الشوي وربما سنشتري يوما ما الشواء من عند "كشنه" وكذلك الحال للعرسية... وأنتهي العيد عند البعض.
  وفي أول أيام العيد يسألنا أطفالنا أين العيد الذي تتحدثون عنه ؟!! انعدمت التجمعات الأسرية ولا نرى الأطفال يتجولون بالمشاكيك بين الأزقة لجيرانهم ولا وجود لأماكن ترفيه للأطفال تحاكي ساحات "العيود" قديما وبدأت تتلاشي العيدية ويدور أطفالنا في حلقة مفرغة حيث لا حديقة ولا فعاليات سوى حفلات متواضعة تقيمها فرق تطوعية لها الشكر وانتهت أيام العيد ويسألنا الطفل متى العيد القادم؟ نتمنى أن لا نرى الهبطة والعيد والعرسية والشواء تتلاشي كما تلاشت الكثير من تفاصيل المجتمع العماني وتبقى زحمة العيد قبل أن يأتي من خلال الأسواق وغيرها من المظاهر الأخرى يجب أن تتأصل معاني العيد في الصغار قبل الكبار لكي يبقى هذه التقاليد وعراقتها راسخة في الأسرة والمجتمع لسنوات أخرى قادمة.

علي بن خلفان الحبسي


مابين التوفل والأيلتس



  في الوقت التي يراها البعض تعجيزية من أجل الوظيفة والدراسة وفيما تراها بعضا من المؤسسات التعليمية ومواقع تشغيل الباحثين عن عمل أمر لا بد منه نظرا لأن التعامل باللغة الإنجليزية أصبح نظاما عالميا فُرض علينا من هنا ستظل امتحانات التوفل الأيلتس والنجاح فيها معبرا أساسيا نحو الوصول إلى مراد بعض المؤسسات وأماني المتعلمين أو الباحثين عن وظيفة.  
  ورغم مرور السنين من الدراسة التي تمتد لدى البعض لأكثر من ١٢ عاما من الصف الأول حتى الثاني عشر وما سبقها من تمهيدي وروضة وربما أعاد البعض عدة أعوام دراسية بسبب عقدة مادة ما من المواد الدراسية ورغم زحمة الدروس الخصوصية ودورات المعاهد بما يسمى تقوية اللغة الإنجليزية وغيرها الوسائل والتعامل المباشر في بعض الأحيان في الحديث باللغة الإنجليزية إلا أن بعض الطلبة حتى الآن لا يجيدون كتابة حتى أسمائهم !! وكيف إذن سيواجهون امتحانات التوفل والأيلتس؟!
    نعم هذين الامتحانين هما العدو اللدود للطلاب في الجامعات والكليات وبعض الوظائف والأدهى والأمر بأن بعض الكليات والجامعات تختبر الطالب في هذه الامتحانات بعد مرور أكثر من عامين من دراسته ويسمح له بأداء اختبارين وإن لم يصل إلى المعدل يهدد بالطرد من هذه الكليات أو الجامعات وإلا سيضطر لأداء هذه الامتحانات في معاهد مرموقة تتعامل دوليا مع هذه الأنواع من الامتحانات ورسوم الامتحان الواحد يصل لأكثر من 80 ريالا وحتى ينتهي الطالب من كابوس هذه الامتحانات سيظل في دائرة سوداوية خوفا من الطرد مما يؤثر سلبا على دراسته وقلقا عليه من قبل أسرته التي بذلت الغالي والنفيس حتى وصل إلى هذه الجامعات.
  استقيت فكرة مقالتي هذه من إحدى الجلسات الحوارية الشوروية للطلاب في إحدى الدول الخليجية الشقيقة عندما طرحت بعض الطالبات أمام وزير للتربية والتعليم عن هذه المعضلة ولماذا لا تدخل هذه الامتحانات ضمن المناهج الدراسية أو على الأقل تدريب الطلاب عليها لكي يكونون على استعداد لمجابهة هذا الامتحان التعجيزي الذي يراه البعض رغم حصولهم على نسب عالية في نتائج شهادة الدبلوم العام ورغم أن بعضهم نسبة نجاحه في اللغة الإنجليزية يتجاوز ٩٠% .. إذن هناك فجوة في نظام تعليم هذه المادة يجب تصحيحها ويجب أيضا أن يواكب منهج اللغة الإنجليزية المنهج العالمي الذي يحقق اجتياز طلابنا عقبة توفل وأخيه أيلتس حيث أن هذه المعاناة وللأسف موجودة في بعض مؤسساتنا التعليمية.

علي بن خلفان الحبسي

 
   

منوعات

  العمالة الوافدة تغزو الأحياء السكنية      كم يتألم المرء وهو يشاهد أرتالا من العمالة الوافدة الآسيوية تغزو أحيائنا السكنية وحاراتنا ال...