على
مدى السنوات الماضية من عصر النهضة المباركة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان
قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه وأمده بالصحة العافية ظلت ولا زالت الجهود
التي تبذلها وزارة التراث والثقافة محط تقدير لما تقوم به من مساع وخطط نحو ترميم
وصيانة العديد من القلاع والحصون والأبراج والحارات القديمة وغيرها من الموقع
الأثرية وأعاد هذا الترميم الهيبة والشموخ من جديد لهذه المواقع وأنفقت الحكومة
مبالغ كبيرة وسخرت الخبرات والأيدي العاملة الماهرة المختصة في مجال الترميم من
داخل السلطنة وخارجها أجل ذلك صونا للتراث والحفاظ عليه لكي يبقى لتتناقله الأجيال
ويتحدث عن هذا التاريخ العريق لهذا الوطن من القاصي والداني.
بعضا من هذه المواقع للأسف موصدة الأبواب في
وجه السياح وإغلاقها أكثر من أيام افتتاحها ولا توجد هناك رؤية واضحة لهذا الموضوع
هل هذا من وزارة التراث والثقافة ؟ أم مسؤولية ذلك على وزارة السياحة ؟ وكما نعلم
جميعا بأن هناك العديد من دول العالم استفادت كثيرا في اقتصادياتها اعتمادا على
السياحة من مثل هذه المواقع وأمثالها وأصبحت بذلك تدر عليها مبالغ طائلة وتجد
اليوم طوابير من السياح في تلك الدول يتزاحمون في الدخول لهذه المواقع للتعرف
عليها.
إذن إغلاق هذه المواقع وعدم الترويج والتعريف
بها يعد هدرا لهذه الثروة الاقتصادية الهامة ويجب على المعنيين بأمور هذه المواقع
وضع برامج اللازمة لزيارة هذه المواقع والترويج لها من خلال مختلف وسائل الإعلام
ومواقع التواصل الاجتماعي بالصوت والصورة وإيجاد مرشدين بها من ذوي الخبرة التعريف
بها أمام السياح سواء كانوا من داخل الوطن وخارجه وتقديم صورة واضحة عن هذه
المواقع وأن لا تكون وظيفة المرشد السياحي مجرد وظيفة فقط بل يحب أن تتعدى اكبر من
ذلك وأن يكون ملما بكافة الجوانب التاريخية للموقع الذي يتواجد فيه.
كما
يجب في الوقت نفسه إشراك طلبة الجامعات والكليات والمعاهد والمؤسسات السياحية في
زيارة هذه المواقع وإقامة برامج ثقافية بها تعنى بالتاريخ العماني خاصة هذه
المواقع وكذلك إيجاد الخرائط واللافتات والكتيبات التي تعرّف وتدل على هذه المواقع
لكل يصلها السائح بكل يسر وسهولة آملين أن تكون هذه المواقع رافدا اقتصاديا هاما
ينعش اقتصاد هذا الوطن إلى جانب باقي مصادر اقتصادياته.
علي
بن خلفان الحبسي